إنه الأستاذ الأديب عدنان الشيخ عثمان، موسيقار الخط العربي، حروفه نجوم وبسمة تشق أنفاس الورود لتصبح قبلاً على جبين لوحاته، فتغدو أكثر ضياءً وإشراقاً، وتجعله كما كان مبدعاً أبياً، رغم كل أساه، وكل دموعه السخية على لوحاته البهية.
إنه يغرس في أعماق عينيه لعشاق فنه الجميل زرعاً، يحميه برموشها، ويعطره بدموعها، ويطربه بموسيقى دقات قلبه، ويطعمه من غذاء روحه، ويسقيه من دفق دمائه، ويدفئه بآهات أنفاسه، لكي ينمو، وتظلل فروعه كيانه، ويصبح كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين، وهي طيبة على الناس وللناس أجمعين.
رغم سيل الآلام التي تحيط به، ورغم انعدام الاستقرار في كل أحواله، إلا أنه يجد في داخله جذوراً راسخة من العطاء تحقق حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “تهادوا تحابوا”، فرغبة في نشر رسالة الخط العربي السامية، لا يفتأ الأستاذ عدنان الشيخ عثمان جاهداً لإيصال رسالة جميلة إلى قلوب عشاق الخط العربي، عن طريق كتابة أسمائهم، يرسم البسمة على وجوههم رغم انحباس الدموع في مآقيه، ويُمتع عيونهم بموسيقى ورقصات جرات قلمه، رغم أنه يكتب متطلعاً إلى غد أجمل، ويبتهل بالدعاء من أجل الأمل بأن يقلب مغير الحال والأحوال حاله إلى أحسن حال.
أكثر من ثلاثمئة اسم تم كتابته، بل قل أكثر من ثلاثمئة سمفونية خطية تحمل كل خبراته التي حملت هم الخط العربي طيلة أعوام كثيرة مضت، وتشعرك بتمكنه من ناصية الخطوط العربية كلها، وتمنحك شعوراً بالفرح وأنت ترى اسمك بأفضل خط يعبر عنه، والذي اختاره لك بإحساسه الجميل برونق اسمك، فيشع بهاء اسمك في قلبك حباً لهذا الفن السامي، وشكراً لهذا العطاء الكبير … وفي الختام، وفق الله الأستاذ عدنان لإكمال رسالته الخالدة في ظل هذه الهجمة الشرسة نحو حروف خطنا العربي الجميل، والتي نتلمسها جلياً من خلال استعمال الأحرف اللاتينية في لغتنا الجميلة أو ما يسمى بالمصطلح سيء الذكر (الفرانكو أرب) .. وليس أجمل من النظر إلى هذه الإبداعات الخطية العدنانية ….