صلاح شيرزاد، من مواليد العراق (مدينة كركوك) عام 1948، أنهى دراسته الجامعية في بغداد، وبعدها ابتعثته الحكومة العراقية إلى تركيا لإكمال الدراسات العليا، فحصل على شهادة الدكتوراة في تاريخ الفن الإسلامي من جامعة اسطنبول عام 1996.
منذ صباه أحب الخط العربي، وتعلم مع زملاءه من خلال كتاب قواعد الخط العربي للأستاذ هاشم البغدادي، وفي مرحلة الدراسة الجامعية بدأ بتعلم الخط بشكل منتظم من أستاذه الأول: د. عبد الغني العاني، وبعد سفر الأستاذ إلى فرنسا لإكمال الدراسات العليا، واصل التعلم عند الأستاذ هاشم البغدادي رحمه الله، حتى توفاه الأجل عام 1972، ومع استمراره في التدريب على الخط بدأ بتعلم مبادئ الزخرفة من الأستاذ محمد حسن البلداوي رحمه الله، وبعد ذلك، وعندما غادر إلى تركيا للدراسة اتصل بالأستاذ حامد الآمدي رحمه الله، آخر الخطاطين العثمانيين، وأخذ يكمل تعلمه منه، وقد حصل منه على الإجازة في الخط. وفي الوقت نفسه انتسب إلى مشغل البروفسور سهيل أنور ليتعلم مبادئ رسم المنمنمات، والتوسع في تعلم الزخرفة. بالإضافة إلى ذلك، فقد أخذ دروساً خصوصية في الزخرفة وبعض التقنيات المرتبطة بالخط من الأستاذ المزخرف تحسين آي قوت ألب، فأنجز لوحاته الخطية الأولى من زخرفته. ثم بسبب الأحوال غير المستقرة بالعراق أقام في دولة الإمارات العربية المتحدة من 1986 حتى 2009.
اشتغل في البداية في وزارة التربية الإماراتية، وفي السنوات الأخيرة انتسب إلى كلية الفنون الجميلة بجامعة الشارقة محاضراً. وخلال هذه الفترة أسهم مع زملاءه في الأنشطة والفعاليات المتعلقة بفن الخط العربي فأسس مع زملاءه جماعة الخط ضمن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وأصدروا عددين من نشرة “الخطاط”. ثم أصدروا بعد ذلك مجلة “حروف عربية”. وكان مدير تحريرها منذ بداية صدورها عام 2000 حتى عام2003، ثم أسس مع زميله الأستاذ محمود شمس الدين عبو لمشروع “مجلة فنون إسلامية” وأصدر العدد الأول منها.
شارك في جميع المعارض والمسابقات المحلية وحصل على جوائز فيها، كما شارك في مسابقاتircicA فحصل على جوائز في جميع دوراتها الأولى، كما حصل على جوائز في المسابقات المحلية.
شارك في العديد من الملتقيات والمؤتمرات الدولية سواء بأعمال خطية أو بمحاضرات وأبحاث. أقيم له حفل تكريم في بغداد من قبل وزارة الثقافة وكلية الفنون الجميلة، والمركز الثقافي عام 2004، ومُنح وسام رئاسة الوزارة العراقية .
اختير عضواً في العديد من اللجان في مختلف الأنشطة، مثل لجنة الإعداد والتنظيم، ولجنة الفرز والقبول، ولجنة التحكيم. وهو من مؤسسي أول جمعية عربية للخط العربي باسم” جمعية الخطاطين العراقيين”، وعضو في جمعيات عديدة أخرى.
في بداية عام 2010 عاد إلى العراق، ويقيم حاليا ببغداد.
ويعد أول خطاط أدخل النهج التعبيري في لوحاته، إذ ربط بين الشكل والمضمون. وكذلك يعد من أوائل الخطاطين الذين خرجوا عن القوالب التقليدية الثابتة في التركيب كالمستطيل والدائرة وغيرها؛ حيث صمم تراكيب حرة. ولم يتحرج في التصرف في أشكال بعض الحروف أيضاً؛ فقد استخدم حرف الألف بدون زلفة في خط الثلث، وأيضاً عمد إلى وصل الحروف ببعضها بشكل مبتكر غير مسبوق .
ولعله أول خطاط تقليدي دعا منذ وقت مبكر من حياته الفنية إلى ضرورة التجديد في فن الخط بشكل عام دون التمسك بالتقاليد السابقة بحذافيرها.
من إبداعات الدكتور صلاح شيرزاد …