كم جميلة وردة الحب الخطية التي زينتها أنامل الأستاذ خضير البورسعيدي الذهبية، والتي حملت بداية قصيدة “صلوات في هيكل الحب” للشاعر التونسي أبي قاسم الشابي والتي خاطب بها وطنه قائلاً:
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
فتلك الألوان الجميلة، والتصرف الجميل بالكافات المتكررة في اللوحة، وتلوينها بألوان عذبة، أعطت اللوحة الخطية الثلثية جمالاً أخاذاً، وكم هو رائع التأكيد على عذوبتها باستخدام ألف “أنت” التي تجذرت عميقاً في الأرض لتؤكد على عمق انتمائه إليه، فقد كانت مركز ثقل المخطوطة، وساقها، وجذورها، كإيحاء بأنها هي أصل كل حب … وكم كانت رائعة الكتابة الديوانية “كالورد كابتسام الوليد” بألوان الخضرة البراقة لتزيد من تناغم اللوحة وروعتها.
ألوان رائعة، أداء جميل، خط ثلثي مبدع ذو تشكيلات متقنة، رسم رائع … ووردة برائحة الحب للمتلقي من الخطاط الرائع خضير البورسعيدي، كل هذا وغيره من مكنونات اللوحة وجمالها حببنا إليها، وأسر قلوبنا … دامت ابداعاتكم …
وها هي لوحة أخرى تحمل الكلمات ذاتها في لوحة خطية كوفية حديثة تحمل توقيع الخطاط السوري المتألق دوماً جمال بوستان، بخطه المبتكر، والذي سماه الأستاذ صلاح عبد الخالق “الخط البوستاني”.
إنها خطوط ليست كالخطوط، إنها تعانق العشق للأرض مع ابن الأرض، إنها حلبة رقص تتمايل بها “الكافات” في التصميم رشاقة وجمالاً، وتتعانق معاً حباً مع بقية حروف المخطوطة، لتشكل وردة أخرى من ورود الحب بحروفنا العربية الرشيقة، القابلة للتماوج، المرنة للتشكيل.
كم هو آسر أن تحس بكلمات الشعر من حروف الخط، حيث تشدك الكلمات وحروفها إلى عالم الأحلام، إلى رونق الإبداع … إلى الفن بأسمى ما به من جمال، وأصدق ما فيه من رسالة … شكراً لإبداعكم أيها الأستاذ الكريم، وسلام لك منا أينما كنت.