هذا الإصدار من (حروف الخط الكوفي التربيعي) طال انتظاره كثيراً بالنظر إلى صعوبة بلورة أجزائه ومحتوياتها وتنوعها وتشعبها، كنا قد قمنا بتقديم إصدارات سابقة على استحياء تتضمن لوحة الحروف الأصلية وقمنا بعدة تعديلات عليها لتتوافق مع مبادئ وقواعد الخط الكوفي التربيعي، ولكن نمت الحاجة إلى التعرف أكثر على أقسام هذه الحروف والفروق الجوهرية فيما بينما واستخلاصها مما غث وكثر على الساحة من حروف شاذة أو عشوائية مشوهة أو غريبة.
مرجعيتنا في هذه الحروف انطلقت مما صح من الأعمال التراثية، والمخطوطات والتوافق مع طبيعة وشكل الخطوط العربية ومنها الكوفية على وجه الخصوص وتوافقه مع مبادئ التصميم الجرافيكي، ومبادئ الكوفي التربيعي التي أرسيناها في إصدر سابق، والاستخدام الصحيح من قبل الأساتذة والمبدعين، نجمع خلالها بين أصالة الحرف وصحته والنواحي الإبداعية والجمالية التي طرأت عليه خلال مسيرته حتى الآن.
تم تقسيم البحث إلى ثلاثة أقسام، يهتم القسم الأول منها بإثبات الحروف الأصلية في لوحة واحدة، ثم التطرق إلى الحروف المزيدة بأنواعها المختلفة في القسم الثاني، انتهاءً بالحروف المنقوصة بالقسم الثالث، بيد أن كل هذه الأقسام وما ورد خلالها من حروف هي جائزة الاستخدام شريطة الالتزام بمبادئ الخط الكوفي التربيعي وتطبيق ما ورد بها حين تتطلب الحاجة لذلك وإلا فإن تخليص الحرف من زياداته أو نقصانه أولى ومراعاة التناسب وتحقيق التماثل بين أجزائه المتشابهة، كما أنه مسموح في نطاق ضيق الانتقاء من الأقسام مما يتوافق وتكوين اللوحة، وليس الالتزام التام بقسم واحد في كل مرة، فقد يحتوى التصميم الواحد على قسم أو عدة أقسام من هذه التصنيفات، وتكون الإجادة بحسن الانتقاء من بينها وسلامة التكوين وهو موطن تنافس ويسعنا فيه اختلاف الرؤية ويحكمنا فيه الخبرة والممارسة، كما أن تنوع المسارات كما أشرنا آنفًا يستتبع تحديات جديدة لا تتوفر للمسارات العادية التقليدية، وما يصح هنا قد لا يصح هناك والعكس.
في نهاية البحث تم إيراد تعريفات لهذه التقسيمات والأسماء ومرادفاتها وبعض الملاحظات الخاصة بكل قسم وننبه إلى ضرورة الاطلاع عليها كي تساعد في الانتقاء الصحيح والآمن للحروف أثناء إعداد وتصميم اللوحة.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعوبة بمكان حصر كل الأنواع أو إيراد المناظر لها من الحروف لكن لعلها بداية لإصدارات أخرى أكثر تخصصًا وتصنيفًا إن شاء الله تعالى، آملين أن يكون هذا الإصدار لبنة صالحة في بناء الخط العربي الشامخ وخدمة لأهله ومحبيه.
تعاريف
1) طبيعية: تتناسب مع شكل وطبيعة الحرف العربي، وتتميز بما يلي:
– أصلية: يرتفع فيها ما يرتفع ويهبط ما يهبط، وأقرب شكل تجريدي إلى الحرف العربي.
– مشظاة: تم الابتعاد خلالها عن الحروف المرسلة ولكن تم تحقيق الشظية وإثباتها.
– منسوبة: يتناسب فيها ميزان الحروف مع بعضها البعض من حيث أطوالها وحجمها.
– احتمالية: إمكانية استخدامها في لوحات الكوفي التربيعي إذا صلح موضعها وتراكيبها.
– مفتوحة: أطباقها وكاساتها مفتوحة لم يتم إشغالها بجزء من الحرف تحسباً لتراكيب مع حروف أخرى.
– متموضعة: تم وضع النقاط في أماكنها الطبيعية بالنسبة للحرف وهذا غير معمول به في الكوفي التربيعي إذ يتعين نقل الحروف إلى مواضع الكتل ضمن خطوط الشبكة لينضبط التكوين وعلاقات الكتلة والفراغ.
2) منقوصة: تقلص فيها مساحة الحرف بطريقة ما بحيث لا تهدم مبدأً أو تكسر قاعدة له، وتنقسم إلى:
– مضغوطة: بتقليص الحرف أقل قدر ممكن، سواء أفقياً أو رأسياً أو في الاتجاهين معاً.
– مرسلة: يسمح فيها ببعض الحروف المرسلة بدون شظية أو عقفة وبما لا يلتبس مع حروف أخرى.
– راجعة: يتم لف كأس الياء فيها ناحية اليمين في شكل مبسط عن شكلها المعتاد.
– مخطوفة: عدم اكتمال حركة الحرف الأخيرة في بعض الحروف، وقد تأتي بمعنى (مبتورة).
– مطموسة: يتم فيها غلق بعض العيون أو ملاحظة خطوط مزدوجة ضمن الحرف في بعض المواضع.
– إيحائية: وفيها تم الاستغناء عن بعض الشظيات أو الزوائد وعمل نائب لها ضمن المساحة المخصصة للإيحاء بوجود كأس أو هبوط ونحوه، فهي تحل مشكلة شكل الحرف ضمن حدوده وكتلته ولا تخل بكتلة أو فراغ، مع التأكيد عند الاستخدام مراعاة التجانس فيما بينها وبين مكونات التكوين وعدم التنويع بينها وبين الأنواع الأخرى حتى يكون هناك وحدة في العمل وتحقيق لمبدأ تماثل المتشابه، وهي قد تأتي بمعنى (مسروقة، مختلسة) أو (تايبوغرافية) بما يشبه الخطوط الطباعية للحاسب الآلي، وقد تكون نواة لتصميم خط طباعي بالفعل.
– مهملة: بما يحقق ذلك من تقلص المساحة المخصصة للكتابة بالاستغناء عن النقاط كما في النظام القديم، وقد تأتي بمعنى (غير معجمة، أو معراة، أو غير منقوطة).
2) مزيدة: يزاد من خلالها في أصل الحرف أو اتصالاته، وتنقسم إلى:
– معقوفة: كاساتها وما شابه في نهاية ال يتم خلالها عقف أطباقها وحرف.
– معكوفة: يتم خلالها عكف أجزاء الحروف لتكون جنباً إلى جنب مع باقي أجزائها.
– مالئة: تستخدم هذه الزيادة في ملء الفراغات المتحققة داخل الحروف من الحروف نفسها.
– مزواة: تزوية الحروف سواء من أول الكلمة أو وسطها أو آخرها لتستقيم ضمن التركيب دون تشويه لها.
– مكشدة: الزيادات بين الحروف وليس في الحروف نفسها بما يصلح معها التراكيب للحروف مع بعضها.
– محمولة: وذلك بحمل الحروف على سنة أو جزء من الحرف السابق.
– مرفوعة: رفع الحرف عن موضعه بالسطر القاعدي إلى موضع آخر ليسهل تركيبه مع ما قبله وما بعده.
– ممدودة: حيث يتم تحقيق الاستمداد أفقياً في أصل الحروف التي مسموح لها بذلك دون غيرها.
– مستطالة: في حالة جواز استطالة رأسياً بعض الحروف وأجزائها الداخلية دون غيرها.
– متسعة: حيث يكون مسموح أحيانا لبعض الحروف استمدادها أفقياً واستطالتها رأسياً في آن واحد.
– مستلهمة: من الحرف العربي أو خطوط عربية أخرى أو غيرها بما يتوافق مع مبادئ وقواعد الخط الكوفي التربيعي، وتأتي أيضاً بمعنى (مستوحاة، مقتبسة، محاكية، صاعدة أو هابطة).
– اتجاهات: فنية سواء قديماً أو حديثاً لخلق تكوين غير نمطي متوافق مع المبادئ.
– محيطية: تتسع فيه الحروف لمحيط يحوي فراغ بداخلها أو إشغاله بحروف أو أجزاء من حروف أخرى.
– حلزونية: يتم فيها دوران بعض الحروف مثل الكاسات حول نفسها لتحقيق أغراض فنية ما.
– متقاطعة: تداخل بعض الحروف مع بعضها على هيئة تقاطعات مع توسعة العيون لتحقيق هذا الغرض.
– مقوسة: يتم فيها تحويل زوايا الحروف إلى أقواس دائرية وحركة على التكوين.
– متعانقة: حيث تلتقي فيه الصواعد مع بعضها البعض بشكل منفصل أو متصل أو ببعض العقد والزخارف.
– مقوسة: يتم فيها تحويل زوايا الحروف إلى أقواس دائرية وحركة على التكوين.
– متعانقة: حيث تلتقي فيه الصواعد مع بعضها البعض بشكل منفصل أو متصل أو ببعض العقد والزخارف.
لمزيد من المعلومات|






























