يتميز الخط العربي بين الكثير من الفنون العريقة التي تعرفتها حضارات العالم بكونه فناً متأكداً في أصالته التي شب عليها ونما منها، وتشعبت عنها ضروبه الرائعة، وإذا كان قد اختلفت إليه بعض المؤثرات الخارجية والطارئة، فمسته بشيء منها، وبأثر من رحلته التي كان فيها بديلاً عن حرف فهلوي وحرف أوردي هندستاني، وحروف لغير أمة من الأمم، فإن ذلك لم يخرج به مطلقاً عن مقومات أصالته التي انبثق منها واستقام له أن يكون فيها حرفاً عربياً، وأن ما اتسعت له من شعوب وأمم وأمصار اعتنقت الدين الإسلامي فقد أغنت أشكاله وطورت في أنماطه وعززت من مناهج الأداء في خطه ورسمه، وذلك من خلال الخصيصة الذاتية التي يتمايز بها الإنسان عبر التزامه الصارم بأحكام دينه، ومعايشتها واقعاً حياتياً متكاملاً ومتناسقاً، بحيث يكون لها أن تنتظم كل علاقاته الاجتماعية، وكل دقائق أمور دنياه وكبائرها، ولا عجب إذن من أن يحيط نفسه بكل ما يذكره بما عليه من واجبات مفروضة، وما يعمق إيمانه بدينه، مما أوسع للحرف العربي أن يقيم في كل مجال توفر له، سواء أكان ذلك في صفحة من كتاب أو لوحة جدارية أو مقطع من حائط المبنى أو آنية معدنية أو زجاجية أو قطعة قماش، أن يقيم وهجه المتألق في آية كريمة أو حديث شريف أو حكمة أو بيت شعر يستظهر مكرمة خلقية، وأن يسعى دوماً لأن يكون حقيقاً بما يحمل من أمر في نشر فضائل الإسلام، فيبرز في أجمل صورة، وعلى مستوى ما كان الإسلام يؤكد الأهمية الكبرى لإشاعة القراءة والكتابة، وكأنهما من بعض متممات دين المسلم، حتى بلغ على حد قول الصحابي عكرمة ابن أبي جهل: “فداء أهل بدر أربعة آلاف، حتى إن الرجل ليفادي على أن يعلم الخط، لعظم خطره وجلالة قدره”.
التنوع داخل الشخصية
ولعل ما يكنه المسلم من اعتزاز بوحدة شخصيته وترابطها الديني والدنيوي، ومن خوفه وحذره من أن تشت بها الأهواء، وتنال منها الأحداث، وحرصه على سلامة مآثره من الضياع له دوره في اعتكافه لتطوير كل مأثرة منها، من قدراتها الذاتية، ومن تفاعلها مع ما يستجد عليها من ظرف طارئ، وما اجتمعت له من خبرات وإمكانات، دون أن يغفل لحظة واحدة عن إبراز الطابع المميز لفنه ومعماره، وزخارفه وضروب خطوطه، بحيث يظل التنوع على اختلاف أشكاله، بل وتباينها، سمة لتلك الوحدة في شخصية الإنسان المسلم.
وإنه يوم أن تنبه لميزات الخط العربي، سعى بها إلى كل ما يصونها، في قواعد أساسية تحد مجرى الحروف وتفترض لكل نوع من أنواعها مقاساتها وطرق تحركها ومناهج أدائها وشكل أقلامها – من ناحية – وتتيح من ناحية ثانية – المجال وسيعاً لكل ما يعزز جهود المتفاضلين فيه بفروق التجويد التي لا تنال من خصائصه الجوهرية وذلك منذ أوائل الخطاطين العرب، ومروراً بأبي علي محمد بن مقلة – توفي عام 939م- وقواعده الهندسية في رسم الحرف، وابن البواب – توفي سنة 413هـ/1022م – ونسبه في النقاط، فجمال الدين ياقوت المستعصمي – توفى عام 698هـ – وبحوثه في العلاقات التناسبية بين أجزاء الأشكال والأطر المحيطة بها ووحدة الفنون، مما فصل فيها الكثيرون ممن أرخوا للخط العربي، ومن ثم إلى يومنا هذا وهو يلج لوحات فنانينا وخطاطينا المحدثين برؤية جديدة تتواصل مع ماضيه، وتستبطن طموحاً كبيراً للإفادة من قدراته الهائلة على التنويع والتشكيل.
وإذا كان لنا أن نقول بتلك الخصوصية الذاتية للإنسان المسلم، وبإيقاعاتها المشتركة والمتكررة والمتواصلة وأثرها في تطور ونمو وتنوع الخط العربي، بحيث كان لكل جديد فيه ما يؤكد قديماً له، إنما نقول أيضاً بأن ثمة مؤثرات عديدة كان لها دورها المعزز لتطوره، ومن تلك ما اختزن هذا الحرف من قدرة متميزة على التشكل والتنوع باستمرار، ومرونة انسيابية طيعة استجابت لنوازع الخطاطين المسلمين الإبداعية، واستحداثهم لضروب مختلفة من الأنماط الكتابية، ووفرت لهم الحرية على استخدامه كعنصر تشكيلي بصري، تتوزعه الخطوط المستقيمة حيناً والزوايا الحادة حيناً، بإيحاءات تعبيرية مستفيضة من تلك الخطوط وقد يستدير على نفسه بانحناءات لا تخلو من إيحاءات حسية عاطفية، وقد يستضيف الزخارف المتنوعة في أحيان أخرى ضمن ترابط انسجامي متكامل.
ومع كل محاولة في الجدة كان يخترع قلماً، ويستنبط اسماً جديداً لخط جديد، وتفرد صفحات لقواعد ولوازم وأرجوازات، حتى نيفت أسماء الأقلام على ثمانين قلماً، لكل منها أداؤه المحدود به، وفي رسالة لأبي حيان التوحيدي عن (علم الكتابة) يذكر من أنواع الخط الكوفي وحده، والتي شاعت على أيامه – توفي 1010م – اثني عشر نوعاً، وما عف عن ذكر أسمائها كثير، لم ير فيها أهمية تستوجب ذكرها، وكان بين الخطاطين من زاوج بين ضربين من الخطوط المتقاربة وخرج منها بخط جديد كما هو الأمر مع خط (التئم) أو التؤام المنسوب لأصله (المدني).
وكان الخط الكوفي يقف في صدارة الخطوط المتميزة بقدرتها على التأليف المستمر فيه، والإبداع في أشكاله لكثرة زواياه وأقواسه، وحسن انسجامه مع الزخارف المضافة إليه، وكان لخط الثلث – لحد ما – مثل هذه الخطوط، بعد أن انتشرت كتابة المصاحف الكريمة به، وقل مثل ذلك بالنسبة لخط الديواني.
الروح والجسد في الخط
ومن تلك المؤثرات والعوامل التي رأى فيها “مارتن لنجز” الاختصاصي في المخطوطات العربية، سبباً مهماً في ثراء الخط العربي، الإحساس بضرورة التماثل والمواءمة ما بين الكلمة المسموعة والكلمة المكتوبة، فإذا كانت الأولى روحاً فلتكن الثانية الجسم المجسد لجمال الروح، وهو ما نبه إليه ياقوت المستعصمي بقوله: “إن الخط هندسة روحانية بآلة جسمانية” ويكون للعين ما للأذن من وَلَه بها، وتماثل في الإبداع المتبادل بينهما، حتى صار المتعلمون من المسلمين يتفاضلون بجمال خطوطهم وحسن كتاباتهم، كما يتفاضلون بعلو مراتبهم في العلوم والفنون والآداب. وكان لمدارس الخط من العناية ما يوشك أن يكون لمثلها في الأدب واللغة، وكان على الخطاط أن يوسع من قراءته في الدين والحكمة والأدب والشعر ليختار من الكلام ما هو حقيقي للإبداع في خطه.
وإن هذه المواءمة ما بين الكلمة المسموعة والكلمة المكتوبة اللتين تقدستا بكونهما حملتا القرآن الكريم هدى للناس أفردت كل نوع من أنواع الخطوط للإيفاء بغرض من الأغراض، وخصته باستعمالات معينة راح يتطور من خلالها، ويسعى لإبراز محتواها ودلالتها المعنوية، فلكتابة المصاحف والشعر والحكم خطوطها، وللدواوين والمراسلات خطوطها أيضاً، وحسب الخط الكوفي دوره في إيضاح ذلك بما كان لكل نوع من أنواعه ما يخصه بتوجيه معين (فالكوفي التذكاري) استخدم في الغالب لكتابة الآيات القرآنية الكريمة أو الحكم، وتثبيت تواريخ الوفيات والولادات وما شابه ذلك (الكوفي المصحفي) انتسب بصفته هذا إلى شيوع نسخ المصاحف الكبيرة وعلى الأخص في القرون الثلاثة الأولى التي أعقبت الهجرة النبوية، و(الكوفي البسيط) خص بالمادة التحريرية التي تبرز المعنى بيسر قراءة حروفه، بينما تحول (الكوفي المورّق) الذي شاع على أيام الفاطميين فعرف بالتوريق الفاطمي، و(الكوفي المخمل) و(الكوفي المضفر) المنسوب إلى شكل الضفيرة و(الكوفي الهندسي)..الخ. إلى تأكيد النوازع التزيينية تبعاً لتطور الواقع الاجتماعي وتعمق الحس الجمالي وقل مثل ذلك بالنسبة للخط (الديواني) و(الثلث) انطلاقاً من أبسط أشكالهما الانسيابية، وإلى أعقدها في طغرائية السلاطين العثمانيين، وما تفرع عنها من تشكيلات تجريدية على جانب من الغنى الأدائي.
وفي أحيان في حرف أو جزء من حرف اتخذ له شكلاً، حيث وقف (الألف) كالسيف رهيف القامة وقد اعتلته قبضته، أو حيث تصير نهايات بعض الحروف مناقير معقوفة لصقور، وهكذا يصير للكلمة ما يطرحها بعداً في الرمز، كمفردة الشاعر حين تمد بنفسها إلى أكثر من غرض في الدلالات الإيحائية أو الإيمانية.
الخط كزينة
ولا بد من الإشارة عند التعرض في الحديث عن المؤثرات والعوامل في تطور الخط العربي إلى أثر الحيز أو المجال الذي مورست فيه الكتابة، والمواد التي استخدمت في الكتابة، وإلى ما كان لهما من وقع إيجابي على مسيرة الخط العربي، بعد أن أصبحت الكلمة المدونة من بعض الأسس الرئيسية في تزيين المساجد وقبابها والقصور والأبواب والسيوف ودروع وخوذ المحاربين، والأواني النحاسية والزجاجية..إلخ. وصار للخط أن يتكيف للحيز المفرد له بشكلية مناسبة، وللمادة المعدة له بما يصلح لها من أسلوب في الأداء، فقد يختزل الكلام نفسه ويتكور بعضه على بعض بأثر من ذلك وقد تقصر أطراف بعض الحروف أو تطول، وقد يندمج حرف بحرف في شكل واحد، أو تتوزع النقاط على الفراغات، وقد يتوزع حرف بين كلمتين، أو يختل رسم الحروف ومقاساتها عبر ابتداع شكليات جديدة لها إيقاعها الجمالي الخاص بها ولا يكون لها مثل هذا الإيقاع لو نقلت إلى حيز آخر ولو نقشت على مادة مختلفة، وقد يتوزع العمل بين شخصين أو أكثر ضمن أداء أسلوبي واحد، ورؤية جمالية منسجمة وإدراك متواز في استخدام المساحة المسطحة بما يهب للحرف جماليته المنبثقة من حسن التوافق بين أجزاء العمل كله، وهكذا وقعنا على نماذج رائعة في الكتابة المعمارية من الخط الموازي أو الخط المنحني ومن خلال أشكال هندسية عديدة يتقاسمها المستطيل والمربع والمثلث والمثمن.. الخ. ولك منها كمساحة معينة أن فرضت أحكامها على الخطاط، وفرضت عليه أن يستنبط من أشكال الحروف والخطوط ما يناسبها وهو ما يمكن أن نقول به بالنسبة للكتابة على الأبواب الخشبية والأواني النحاسية والزجاجية وما تبعها من زخارف ورقية هندسية، وابتكار في رسم الحرف، فهناك من استخدم التكرار الإيقاعي عبر قيم ضوئية أو لونية فسيفسائية ليوحي ببعد منظوري، يلوح لك وكأنه منعكس على مرآة. هناك من كرر الحرف وتدرج في رسم نماذجه، وكأن الواحد صدى للآخر في إيقاع ذي مستوى أدنى، وهناك من الخطاطين من شفت حروف كلماته، فبدت كأنها ظلال متلاحقة تناسب القماش الشفاف الذي خطت الجملة عليه.
وقد دفع تعدد مجالات استخدام الخط العربي بالخطاط إلى أن يرهف من حساسيته التشكيلية وقدرته على الابتكار وضبط إيقاعات الحروف وتوازنها الأفقي والعمودي، بحيث يكون لحروفه أن تنعقد في دائرة سقفية أو تستطيل على عمود أو تتخذ لها شكل مخمس أو مثمن، تتحدد أطرافهما بمجموعة من حرف الألف أو اللام لتصبح بالتالي ضرباً من الزخرفة الشعاعية القائمة على المزج بين الإشعاعات النابذة، والإشعاعات الجاذبة التي تدور حول بؤرة مركزية.
اقرأ وربك الأكرم
ولكن، ومما لا شك فيه، أن الدين الإسلامي قد أولى أهمية فائقة للقراءة والكتابة، وكأنهما من بعض متممات وعي الإنسان المسلم بدينه، ومن بعض مستلزمات تعميق إيمانه به، وفي القرآن الكريم غير آية قد جاءت على ذكر القلم تكريماً له (اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم) بل وحتى القسم به (والقلم وما يسطرون).. وإن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، ومن تولى أمور المسلمين بعدهم لم يكفوا عن الحث على ذلك، فبالحرف العربي يدون وينتشر القرآن والإسلام، وبه تناقلت مشارق الأرض ومغاربها أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. فخرج الخط بذلك عن مجرد كونه وسيلة تعبير وإيصال إلى غاية في التفاضل على غيره من الخطوط، بتلك القدسية التي عززت من مكانته، وأوثقت الصلة بين جماله ودلالته اللفظية والمعنوية، فهو كما يقول الإمام علي رضي الله عنه: (من أهم الأمور وأعظم السرور)، وصار للمجيدين في صنعة الكتابة فضل الدالين إلى الخير والإيمان، يحمله كابر عن كابر وصية في عنقه ويتبارى الحكام والولاة في رعايته، وعلماء الدين في اعتباره جهداً مباركاً. وأن الوالي عبد الله بن طاهر – توفي عام 884م – رد مظلمة لأحدهم لأنها لم تستكمل نفسها في خط جميل، “أردنا قبول عذرك فأقطعنا دونه ما قابلنا من قبح خطك، ولو كنت صادقاً في اعتذارك لساعدتك حركة يدك، أو ما علمت أن حسن الخط يناضل عن صاحبه ويوضح الحجة، ويمكنه من درك الغاية ” وبهذا القول كان يستعيد قولاً للإمام علي عن كون “الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً”.
وكان بعض قادة المسلمين يوصون بخطاطيهم خيراً عندما يضطرون للسفر، وكان كل منهم يحاول جاهداً أن يصل إلى المبرزين منهم وجمع أعمالهم حتى ليروى أن سيف الدولة الحمداني كان يحتفظ بقرابة خمسة آلاف ورقة مكتوبة بخط عبد الله بن مقلة.
ولعل غنى الخط الكوفي وسعة انتشاره وكثرة أنماطه وأنواعه تعود إلى تلك العاطفة الدينية التي يكنها المسلم للخط، والتي تدفع بالخطاطين باستمرار للإبداع فيه، والتذكير بكونه الخط الذي واكب إبداعه ولادة الدين الإسلامي، وبدأت بأشكاله المزواة البدائية انتشار القرآن الكريم في أوائل سنوات الهجرة، ويوم أن اصطلح على تسميته بالخط الكوفي في فترة متأخرة، كان قد استتب أمره ضمن نسخ زخرفي رائع وذلك بدءاً من القرن الثامن الميلادي، وإلى حين شهد أروع ازدهاراته في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ويرى “لنجز” الخبير في الفن الإسلامي بأن من الممكن اعتبار الخط الكوفي أحد الوسائل العظيمة التي استخدمت لنشر الدين الإسلامي في كل العصور. خاصة بعد أن انتدب كبار الخطاطين المسلمين أنفسهم للقيام بهذه المهمة الشريفة من أمثال علي بن البواب الذي تنتسب إلى خطه مخطوطة رائعة للقرآن الكريم كتبها عام 1001 للميلاد وتحتفظ بها (مكتبة جستربيتي) بدبلن، وضبط فيها نسبه الدقيقة القائمة على اعتماد حرف الألف مقاساً لحساب كل الحروف الأخرى، وقد شهدت فترة حكم المماليك في مصر تكريساً لا مثيل له في خط المصاحف والعناية بزخارفها وعلى أيدي خطاطين ملمين بأصول الخط كابن الوليد، تلميذ الخطاط المشهور ياقوت المستعصمي، والزخرفي أبي بكر صندل، وابن مبدر وغيرهم ممن أغنوا تلك الخطوط بما يحيط بها من زخارف على جانب كبير من الدقة والرهافة، وثمة زخارف مدت بأصولها إلى تأثرات خارجية سرعان ما أصبحت جزءاً من الأرابسك الإسلامي.
تعبيراً عن الأفكار
ولانتشار الإسلام في مشرق الأرض ومغربها، ودخول مختلف الأقوام فيه، وسعي كل قوم وكل قطر إسلامي أن يميز نفسه بخط معين وزخارف معينة، فضل كبير على وفرة أنواعه وغنى أساليبه، فإن رحل للمغرب العربي كان لنا منه ضرب جديد في الخط، ونمط فريد كالذي نجده في مصحف محفوظ في متحف فكتوريا وألبرت تحت رقم 1405 ب.ل.س وقد خط باللون الذهبي على ورق مخضب باللون الأزرق ويعود إلى القرن الثالث عشر، وإن مر الخط الكوفي بالهند كان كوفياً هندياً، وإن وقع إلى خلفاء بني عثمان جندوا له من كبار الخطاطين من أبدعوا فيه، وتفاضلوا في زخرفته، وهو في إيران موضع عناية وتكريم كبيرين أغنيا نماذجه وأساليبه، ولا يخفى على أحد أن الخط العربي، يوم أن وقع إلى الصين تأثر بالخط الصيني، وقل مثل ذلك بالنسبة للخط العربي في بلاد الأندلس.
وأخيراً إن الخط العربي كشكل، كان طوال رحلته عبر القرون الماضية ملتقى حوار مستمر بين العلم والفن يعمق وعينا بهندسته، ويرهف حسَّنا بجماليته، ويرغم العين على أن تتبع كل حرف من حروفه وكيفية تداخل بعضها ببعض بما يغير مراكز اللوحة باستمرار، فيخيل إليك ” أنه يتحرك وهو جامدً ” وفي ذلك خصيصته التشكيلية الرائعة.
مجلة العربي أكتوبر 1996/ع/455