مقدمة
في العصر الرقمي، أصبح اليونيكود (Unicode) هو الأساس الذي يُبنى عليه تبادل البيانات النصية على مستوى عالمي. يوفر هذا النظام الرمزي حلاً متكاملاً لدعم جميع لغات العالم تقريباً، بما في ذلك اللغة العربية، مما يسهم في توحيد النصوص وإتاحة الكتابة والتواصل عبر مختلف الأجهزة والتطبيقات.
1) الإصدار الحالي وعدد المحارف المدعومة
يتطور نظام اليونيكود (Unicode) باستمرار، ويصدر بانتظام إصدارات جديدة تضيف دعماً لمزيد من المحارف واللغات ويعتبر الإصدار الحالي رقم (15.1) هو أحدث إصدار منه، ويتضمن أكثر من (149,186) محرفاً. هذه الإضافات تشمل رموزاً جديدة وتحديثات مهمة في اللغات التي تتطلب دعماً خاصاً، مثل الكتابة المترابطة في اللغة العربية.
2) فائدة اليونيكود (Unicode) للمصمم والخطاط العربي
يوفر اليونيكود (Unicode) بيئة موحدة تمكّن المصممين والخطاطين من عرض النصوص وإدارتها عبر مختلف الأجهزة والتطبيقات. بالنسبة للمصمم العربي، يمنح اليونيكود (Unicode) القدرة على:
- تصميم خطوط متوافقة عالمياً يمكن استخدامها عبر مختلف البرامج بدون فقدان التنسيق.
- تقديم تجربة موحدة، إذ تتيح القاعدة الترميزية الاستفادة من الكتابة العربية بمختلف أشكالها بشكل متناسق ومستدام، مما يقلل من مشكلات التنسيق بين التطبيقات.
- إدارة نصوص متعددة اللغات في مشروع واحد، مما يسهم في دعم المحتوى العربي إلى جانب لغات أخرى في التصميمات، سواء كانت رقمية أو مطبوعة.
3) مساحة الاستخدام الخاص (Private Use Area – PUA)
توفر مساحة الاستخدام الخاص في اليونيكود (Unicode) حلاً مثالياً للمصممين الذين يحتاجون إلى إضافة محارف خاصة لا توجد في الترميز القياسي. حيث يستطيع المصمم العربي تخصيص (PUA) لإضافة رموز أو أشكال جديدة:
- إضافة محارف مخصصة كرموز غير تقليدية أو زخارف خاصة، والتي يحتمل عدم تواجدها في الترميز الرسمي.
- تصميم خطوط إبداعية حيث يمكن استخدام هذه المجال لتقديم أشكال لمحارف مبتكرة تتناسب الخطوط الفنية والزخرفية.
- إن احتواء المحارف على رمز (Unicode) يسمح للبرنامج باكتشافه بسهولة عند عملية البحث.
4) أهمية اليونيكود (Unicode) للمصمم والخطاط العربي
يمكن للمصممين والمبرمجين العرب الاستفادة من اليونيكود (Unicode) بشكل كبير في مشاريعهم:
- مرونة التصميم متعدد اللغات: يسمح اليونيكود (Unicode) بإدراج النصوص العربية بجانب لغات أخرى في نفس التصميم دون مشاكل.
- دعم أفضل لتطبيقات التصميم: تتيح العديد من برامج التصميم، مثل: (Illustrator) و (Photoshop)، دعماً ممتازاً لليونيكود، مما يسهم في تحسين جودة النصوص العربية.
- سهولة التصدير والمشاركة: بفضل اليونيكود (Unicode)، يمكن حفظ الأعمال ومشاركتها مع ضمان الحفاظ على التنسيقات النصية الصحيحة في الملفات المشتركة.
5) مستقبل اليونيكود (Unicode) والتركيز على اللغة العربية
مع استمرار تطوير اليونيكود (Unicode)، هناك توقعات بأن تتضمن الإصدارات المستقبلية تحسينات تتعلق باللغات ذات الكتابة المترابطة، مثل اللغة العربية، يمكن أن يشمل ذلك:
- تحسين إدارة النصوص المتصلة من خلال تطوير تقنيات دعم أفضل لحروف اللغة العربية المتصلة، مما يتيح إمكانية عرضها بدقة أكبر.
- زيادة الدعم للمحارف والزخارف الخاصة بالعربية لتمكين المصممين من الاستفادة من المزيد من الخيارات الإبداعية.
- دعم بعض المحارف الجديدة التي لها علاقة بأسلوب الخطاطين.
- دعم كتابة المعادلات الرياضية باللغة العربية.
الخاتمة
في النهاية، اليونيكود (Unicode) هو معيار رقم ضروري لكل مصمم ومبرمج وخطاط عربي، إذ يوفر أساساً متيناً لإنشاء وتصميم النصوص والبرامج التي تتوافق مع جميع المنصات وجميع اللغات.